Posts

Showing posts from December, 2013

الصف

صديقي. مرّ كثير ولم نتحدث،لم أفضي لك بمكنوني،قد يكون هذا لأن مكوني قد أصبح عصّي حتي عليّ،هناك ما حدث ويحدث،وهناك ما يحدث بالتوازي داخل عقلي،وأصوات لم أعد أستطيع فهمها،ولا اسكاتها. كيف لي أن أحكي ما يحدُث حولي وأنا نفسي لا استوعبه،كيف أحكي لك عن الغابة التي أصبحنا ووجدنا أنفًسنا فيها؟ نحن الحقيقه لم نجد أنفسنا فيها،بل صنعناها،وصلت لدرجة كبيرة جدا من السلبية،لا ألوم علي أحد ولا اهتم،فليلعن أي منهم أي منهم. مُؤخرا حدث الكثير،لم أحكي لك عن يوم الصف وما حدث،كنت ذهبت للصف من قبل أثناء انهيار جسر وغرق القرية والناس في المياه،ولا وجود لحكومة او بلد. المهم ان هذا كان بعيد،أما القريب فكان دخول محرر من قسم الحوادث وأخبرنا بحدوث حادث علي طريق الصف،واننا ذاهبين لعمل أحاديث مع أهالي من مات. وكنت قد وصلت لحاله نفسيه سيئه،وكان هناك ما تحمست له،كان فرصه للسفر لرام الله،مسابقه تابعه لنقابه المصورين الصحفيين،واليوم أخر فرصه لارسال الصور،وعندما حسبتها،الصف تقع بعد حلوان ب 30 كيلو،فكيف لأحد أن يذهب ويثور ثم يعود للجريده بالمهندسين لكي يذهب بيته؟،تطوع علي بأن يذهب لما وجد قد ظهر علي الضيق،لكن

فراغ

صديقي،عزيزي،حبيبي وأخي. كيف حالك وكيف كنت وتكون؟،كيف الحال والمُحال كائن عندك؟ حاولت أن أكتب لك اليوم،صدقني حاولت وفشلت،يبدو أن مشاعري تتحكم بي بشكل كبير،حدث ما جعلني أُفكر بطريقة مُتطرفة،أن أرمي بالطاولة كلها. تتصارع التفاصيل في ذهني،ولا يخرج منها كلمة واحدة أكتبها لك. تعرف كم أُحب التفاصيل،وكم تُأثر في التفاصيل،كم أعشقها وأبحث عنها. حتي أنت تفصيلة مهمه في حياتي. هل تعذرني؟،هل تُسامحني لتقصيري؟،حتي وان كنت تعلم في داخلك أني ما دُمت لا أستطيع الحديث الأن فلن أفعل قريبا ولا أبدا. وسيبقي ما ضايقني،ضايقني ويترك أثره،يترك تفصيله صغيره في روحي بلا دواء. فسامحني.

طره 2

صديقي. اعتادت رجلي علي سجن طره،ذهبت يومين بالتوازي،وسأذهب غدا فاتمهم ثلاث. ذهبت يوم السبت 6-12-2013. لم أكن أعرف الطريق،تقابلت مع المحرر علي محطة المترو القريبة،وأسقلينا "توك توك"لا تعرفه أنت ،ولا وصف له الا مركبة من ثلاث عجلات،وهشه كالبسكوت ـتستطيع أن تقلبها بيد واحدة ذهبنا ليستقبلنا جحافل من البشر،واقفه صفا واحدا،لا تكاد تراها من هول الدبابتين المُتمركزين حلوهم،كان مدخل للزيارات بالسجن،لم أكن أعرف هل بدأت الجلسه ام لا،فنحن هنا من أجل محاكمه محمد البلتاجي وصفوت حجازي. لم أكد اقترب من البوابة،حتي وجدت من يوقفني،كان مصور الوطن،وضحك "داخله كده علي طول؟" واشار لي أن ممنوع دخول المصورين الأن. فوقفت معه ومع الزملاء المصورين،دخل المحرر وأخبرني بانه سيتصل بي ان حدث أي تطور. وقفنا بالخارج،ولم تمر حتي ال 30 دقيقه،كنا داخلين من البوابه،وبالمناسبة هذه بوابة بُنيت في منتصف شارع عمومي،فقط لأن معهد امناء الشرطه يقع في نصف الشارع. هذه ما أصبحت عليه بلدنا يا صديقي. دخلنا،ترجلنا أقل من 5 دقائق وكنا أمام بوابه أخري،وطلبوا الكارنيه وتفتيش الشُنط طبعا. لكن ولأن ا

كوابيس و أمل

صديقي. هل للأمل ذنب،هل كوني أشعر بالأمل يجعلني مجنونة؟،يجعلني غير مستقره نفسيا ؟هل جلوسي في عزا لشخص جميل مبتسم متفائل،وسط بكاء بين حين وأخر لأحبائه،يجعلني أشعر بالأمل شيء غير طبيعي؟ صديققي،تعرف جيدا كيف كنت الفتره الأخير،بائسه كلمه مناسبة جدا. لكن هناك لحظات فارقة في حياتك،وعزاء علي شعث لحظة فارقة في حياتي،بدايا من عدم امتلاكي لعطاء رأس أسود،بكل الأحداث السوداء في حياتنا الفتره الماضيه،لا أحب اللون الأسود،ولا أُفضل أن البسه. عزاء يجلس فيه أطفال وشباب ورجال مر عليهم  الزمن،كلهم ينعون موت شخص،غير في حياتهم،وأثر فيها،ترك لهم ما يتذكرونه،ما يعيشون عليه. وسألأت نفسي،ماذا سأترك للحياه بعد أن أتركها؟ سألت نفسي،هل سيحضر الناس لعزائي؟،هل سيتذكروني بالخير؟،أم اني شخص عاش لنفسه وسيموت وحيدا؟. صديقي،مُت أنت ولم أنساك،وأعتقد ان امي لم تنساك،هل سيذكرني الناس بالخير؟ لماذا لم أعد أعرف نفسي ؟، أتفاجيء احيانا بتصرفاتي،ولا اعرف مصدرها،كيف يكون هذا ؟ أتغير والتغير سنه الكون،لكني أتغير بلا رابط،وبلا شيء محدد او تبع خطه محدده. ولا سيطره لي علي هذا. صديقي،تبقي كوابيسي مصدر ألم،تخ

المنيا

صديقي. بالأمس ذهبت للمنيا،أول مره أذهب لصعيد مصر،الذي سمعت وعرفت مليون مره من قبل،أنه لا سيطره للدولة عليه،وقد رأيت هذا بأم عيني. صديقي،تعرف اني اسكن بعيد عن القاهره ما يُعادل ساعه ونصف وقتا،ولأول مره من سنين،أجد لسكني البعيد فائدة. فنحن نقع علي الطريق السريع للصعيد،فمرت علي المحررة وركبنا معاه وتوكلنا علي الله،. طريق طويل مُتعرج،يصعد حينا ويهبط حينا،يُحاوطتك من أغلب الجهات سيارات نقل كبيرة،وعلي البُعد تري تراب أبيض،يبدو جليا كلما أخد الطريق يتصل،فتعرف أنها للمحاجر المنتشره علي الطريق. لا أستطيع النوم،ولا القراءه كذلك،فقط تأملت في الطريق،السُحب الجميله،والجبال المُتسعه المُترامية أمامنا،كيف تسير عربتنا بسرعه 140 كم في الساعه،حينما في القاهره احيانا تسير بسرعه 20 كم في الساعه؟. وصلنا اخيرا للمنيا،وكانت مهمتنا،أن نبحث عن السبب الذي يجعل المنيا مُعرضه أكثر للحوادث الطائفية،كان هذا بحثنا،وخرجنا من المنيا أكثر حيره مما دخلناها. قابلنا مينا،ناشط قبطي،أمام مديره امن المنيا،التي تبدو مُحصنة أكثر من قصر للرئاسه. وكانت الخطه أن نذهب لقرية بني أحمد الشرقيه أولا،ثم نُتابع الطريق

اغتراب

صديقي. عندما كانت الاجابات عصيه،كان الزمان مُحتملا،لكن الأن،حتي الأسئلة لا تجد مكانها. صديقي،أستيقظ صباحا مُرغمة،أتمني أن أغلق تنفسي،فأنام للأبد،لكن حتي الواقع الذي أهرب منه،يأتيني الأسوأمنه في الأحلام؟ أحلام؟،أقصد الكوابيس. أستيقظ،أذهب لأغسل وجهي،لا أراني،ولا أرفع وجهي في مرأه،أتحرك وكأني جثه بلا حياه. أظل أتحرك هائمة في المنزل بلا هدف،كمن فقد شيء ما ولا يجده. يستغرق تجهيزي لمواجهه العالم الخارجي وقت أطول من المعتاد،كنت دائما أفخر بنفسي،كنت لا استهلك اكثر من 10 دقائق من الوقت،لكي أكون خارج المنزل. لكن الأن،بعد أن ألبس ملابسي،لا أجد طرحه مناسبه،وتتموه أمامي الألوان،ولا أهتم. بعد أن أجد ما هو مناسب،أتذكر أني نسيت الموبايل في الغرفه،أعود من أجله. ثم أتذكر ما نسيته،وتُغالبني نفسي،لأ اريد أن أخرج.  وعندما أخرج،أتحرك في الشارع برجل ثقيله،وأنظر للناس كمن ينظر لكائنات فضائيه،أسمع في أذني ما تقع عليه يدي،ودائما ما أُفكر،لا يوجد مستوي أعلي من هذا في الصوت؟ لا أجد كلمات تصف حالتي الأن،صديقي،لا يمكنك أن تقول أني مكتئبة،لأني تخطيت هذه المرحله بمراحل. ولا يشغلني حتي مُحاو