Posts

Showing posts from February, 2014

حُضن

أخاف علي المترو أكثر مما اخاف علي العمارة التي اسكن بها،لعلك لا تعرف لكني يوميا أقضي من وقتي ساعة ونصف،هذا ليس بالقليل،رأيت الكثير والكثير. اليوم جلست كعادتي،أسمع ام كلثوم،غالبا أري الحياة بخلفية موسيقية بجانبي جلست سيدة مع ابنها الصغير،ووقف بجانبها ابنها الكبير،يبدو انه لا يتجاوز السبع سنوات. يتملل من الوقوف،ولا تستطيع والدته فعل شيء،بجانبها تجلس سيدة كبيرة في السن نوعا  ما،تبدو جامدة،حتي ولو حاولت أشعة الشمس المُتسللة من الشباك خلفها،أن تكسر حدتها،ولم تستطع،ظلت ملامحها سوداء،تُبيء بشر في لحظة ما،لم يتحمل الولد الصغير الوقفة في رُدهة المترو المُزدحمة دائما،وأرجل تذهب وتجيء،ببضاعة احيانا وشُنط احيانا أخري. فأخذتة والدته علي رجلها،أفسحت له مكان في قلبها الواسع،وأجلسته بجانب أخوة،وبجانب شنطة يدها. أدفأتهم الشمس الباحثة عن قلوب حنينة،داخلة من الشباك المفتوح،راقبتهم،وبعد ثواني فتح الولد ذراعيه علي وسعهم،وأحتضن أخيه،في حُضن امه. شعرت بدقات قلبي في ضلوعي،وفتحت عيني لتستوعب مشهد،كاد يُذيب قلبي. أوقف عقلي قسرا علي ألا يُفكر أفكار فلسفية عميقة،فقط هذة اللحظة،بشمسها وحُضنهم،
صديقي،هل تعبت مما أبثه اليك؟،هل أصابك الارهاق والاكتئاب؟،قد أُحاول المرة القادمة أن أحكي لك أشياء مُفرحة قليلا،أو أن أُخبرك شيء لطيف. تعرف اني أُحبك،لكن ليس لدي الا ما اقوله لك،ومؤقتا سأُخبرك ما سأقوله لك ثم نتفق علي أخبار مُفرحة لاحقا. فلنرى،أخر ما اخبرتك به ذكرى 28 يناير أليس كذلك؟،واليوم هو العاشر من فبراير،تعرف حتي كتاباتي لك تقل مع الوقت،لا أعرف كيف أُنهي حوارى الداخلي؟،ولا كيف أُشكّل الكلام لكي أنقله لك،مُهمتي ليست سهلة كما تتخيل. في اليوم التالي أي يوم 29 يناير،قررت أن أذهب لزيارة صديقتي المُصابة من 25 يناير،أستأذنت صديق أن يأتي معي حتي بيتها،القاطن بفيصل،يبددو وكأنه في عالم أخر بالقياس بمنزلي. أنهيت عملي،ولا أتذكر ماذا صوّرت هذا اليوم،ولن يفرق،فلم يعُد هناك ما هو مهم. بعد العمل كانت ستذهب هبه للحضانه لاحضار ورد،وذهبت معها،انت لم تُقابل أي من رفقاء عملي،لكن هبه أحبهم لي علي الاطلاق،ولا استطيع وصفها بأني أمي،لانها اصغر من أن تكون أمي،ولكنها مزيج من الصديقه والأم والأخت،ولها بنت سمتها ورد،ورد الجميله التي بالتقريب أصبحت بنت القسم،ولولاها كما أعتقد لم لنكن نمر بأيام ال

28

صديقي العزيز. اليوم هو  الثلاثاء،الثامن والعشرين من يناير 2014،الذكري الثالثه لجمعة الغضب،لكن قبل أن أحكي لك ما حدث اليوم ونهايته والذكريات المُتداعية،دعني أحكي لك الأيام الماضية،التي  مرت صعبة ومؤلمة. تعرف يا صديقي أكثر ما يؤلم أن هذا كله،ما نعيشه،مُستقبلنا وحاضرنا سيكون فقط سطر في كتاب التاريخ،جاء مرسي وذهب وجاء من بعده وذهب ثم حدث كذا وكذا،لا أحد سيتحدث عن الأرواح والأحلام،والغد الذي لم يأت للناس،والأمس الذي أصبح أكثر ايلاما. أصابني الأرق يا صديقي منذ فترة غير قصيرة،أصبحت كوابيسي أكثر بشاعه،وهذه الفترة كنت قلقه للغاية من ذكرى ثورة 25 يناير،كنت لا أنام ولا أستيقظ الا بصعوبة،أسير في الشارع أُفكر،وأقابل الناس وأتحدث وأٌفكر. كنت أعرف ان كثير سيموت،وسيُصاب أكثر،كنت قلقه أن تكون هذه لحظتي. لكن جاء ما أخشاه قبلها بقليل،فقد استيقظت يوم الجمعه 24 يناير 2014،علي انفجار أمام مديرية أمن القاهره،القريبة جدا من العتبة،انفجار لم يأذ الا الواجهه للمبني المُسلح،ودمّر المتحف الأسلامي الجميل المُقابل له،كنت لا أرغب في الاستيقاظ،كلمني ا مجدي واخبرته انني ما زلت في المنزل،فمن فجروا المديرية فجرو