خوخة
أشتاق للخوخ الذي كان يأتي به والدي،تتذكر؟ كنت طفلة ما زلت،وكان الضوء جميل. تتذكر اني أحب تلك الفترة قبيل الغروب بوقت قليل،تشعر بأن الكون خُلق في هذه اللحظات،العصافير تعود لأعشاشها،والسكون يسود الكون،وكأن هذه اللحظات هي اللحظات التي ينام فيها البشر وأبقي أنا. جاء بابا ذلك اليوم البعيد، بكيس اسود يحوي علي خوخ ،كنت أُحبه منذ صغري. جاء الخوخ وفي وقتي المُفضل من اليوم،ذهبت رغبتي في الأكل،وكنت أتسحب وأحرص علي صوت رجلي،وأخد خوخة بهدوء شديد،وبحساسية ألا تُلامس الثمرة الكيس البلاستيكي فيًصدر صوت يشي بي. وكنت أغسلها في حوض الحمّام الذي كان أقرب لطولي،ثم أذهب جريا الي البلكونة في الغرفة البعيدة،وأدخلها كصل مُنتصر بصيده وأغلق الشيش خلفي مُبتسمة بدهاء،ثم أقف علي الكرسي الخشبي الصغير،وأنظر الي مغيب الشمس علي الشجرة الجميلة الكبيرة أسفلنا في الحديقة،الذي تطرح زهور حمراء صغيرة ربيعا،وتتحول لأفرع طويلة شامخة خريفا. كنت أكل الخوخة باستمتاع شديد،كنت أخد قضمة وأمضغها علي مهل وأنا أتمني ألا تنتهي،وأترك الجزء الصغير بالنهاية،فقد كنت أصبحت خبيرة بالخوخ،ويبقي ألذ جزء في أخرها. كانت تنتهي الثم...