حُضن

أخاف علي المترو أكثر مما اخاف علي العمارة التي اسكن بها،لعلك لا تعرف لكني يوميا أقضي من وقتي ساعة ونصف،هذا ليس بالقليل،رأيت الكثير والكثير.
اليوم جلست كعادتي،أسمع ام كلثوم،غالبا أري الحياة بخلفية موسيقية
بجانبي جلست سيدة مع ابنها الصغير،ووقف بجانبها ابنها الكبير،يبدو انه لا يتجاوز السبع سنوات.
يتملل من الوقوف،ولا تستطيع والدته فعل شيء،بجانبها تجلس سيدة كبيرة في السن نوعا 
ما،تبدو جامدة،حتي ولو حاولت أشعة الشمس المُتسللة من الشباك خلفها،أن تكسر حدتها،ولم تستطع،ظلت ملامحها سوداء،تُبيء بشر
في لحظة ما،لم يتحمل الولد الصغير الوقفة في رُدهة المترو المُزدحمة دائما،وأرجل تذهب وتجيء،ببضاعة احيانا وشُنط احيانا أخري.
فأخذتة والدته علي رجلها،أفسحت له مكان في قلبها الواسع،وأجلسته بجانب أخوة،وبجانب شنطة يدها.
أدفأتهم الشمس الباحثة عن قلوب حنينة،داخلة من الشباك المفتوح،راقبتهم،وبعد ثواني فتح الولد ذراعيه علي وسعهم،وأحتضن أخيه،في حُضن امه.
شعرت بدقات قلبي في ضلوعي،وفتحت عيني لتستوعب مشهد،كاد يُذيب قلبي.
أوقف عقلي قسرا علي ألا يُفكر أفكار فلسفية عميقة،فقط هذة اللحظة،بشمسها وحُضنهم،وتلامسهم،والحُب الذي كِدتُ أن ألمسهُ في الهواء.
وبقايا بسكوت في يد الطفل الصغير،وبقاياه علي ملابس والدته،بالتفاصيل الصغيرة،هذا مشهد أذاب قلبي،وحُفر في عيني 

Comments

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3

فينيسيا