عريس

صديقي.
كبرت صغيرتك ويتقدم لها خُطّاب،كبرت وأنا ما زلتُ أُعاند مع نفسي وواقعي،وأُخالف كل تصوراتي الذاتيه عن نفسي باني لم اتعد الخمسة عشرة عام،فعندما أتت والدتي لتُخبرني بتقدم عريس لخطبتي،ذُهلت،أي مجنون هذا الذي يتقدم لطفلة كي يتجوزها؟
وحتي عندما تعاملت علي هذا الأساس،ظهرت المشاكل مرة أخري بعد أن كانت انتهت،أي معجزة أطلُبها في أن أرتبط بشخص،وأكون أنا شخص وليس بنصف؟
أي معجزة أطلُبها عندما أريد شخص يحتضن فيّ الطفلة الجزعة،ويضحك مع المُراهقة المُتسرعة،ويتناقش مع الناضجة العاقلة؟
أي رومانسية تلك التي تتهمني أمي بها عندما أُخبرها اني لا أُريد أن أكون زوجة،بل أُريد أن أكون أنا كما أنا،وفقط سأُشرك حياتي مع شخص أخر،ويًشرك حياته معي.
أي فُجر وفسوق هذا عندما أُخبر أمي انني لستُ مُضطرة أن أُغير مُعاملاتي مع أصدقائي،أو أُغير أفكاري،لكي أجذب عريس"لُقطة"كما تجذب الزهور النحل.
ماذا أفعل في هذه الورطة يا صديقي؟،هل أتمسك بحلمي؟،أم أعود للواقع سقوطا؟
تناقشت مع والدتي مئات المرات،أن معظم من يتقدم لخطبة فتاه لا يُريد الا جسد وخادمة،وتقريبا في كل مرة تغضب مني،ولا أجد مبرر لغضبها،فأنا أعتقد أني أتحدث بالصدق،وان كنت أنا أبحث عن هذا الذي يُريدني من .أجلي،يُريد أن يتزوجني،لأنه أنا أنا،ليس لأنه حان وقت ساعته البيولوجية،وليس لأنه جاهز.
أُريد أن نقرأ القرأن سويا،قبل أن نتسابق في أن ننُهي كتاب جديد لكاتبنا المُفضل،أُريد أن نتفرج علي فيلم،ونتناقش فيه.
أريد أن نغضب ونضحك ونُصلي،ونعيش سويا،لأ ان نعيش للأخرين،أن نسافر البلاد التي نتمناها،أن نتصور في كل بلده،أن يُصورني،أن أصوره بين أشعه شروق في يوم ندّي،نائما هو ومستيقظة أنا.
أن أعمل ويعمل،ويوما نخرج لنأكل غدائنا بالخارج،هذه ليست بأساطير،وأعلم أنها ممكنة،كما أعلم أن الله كريم.
،لأ أتخيل نفسي ربة منزل،أنا أستطيع أن أنصحك بأفضل الأماكن لشراء كتاب بسعر ذهيد،وستجدني كنز ان سألتني علي انواع اوراق الرسم،أو الألوان مُناسبه لأي الأسطح؟،اذا سألتني عن المصوريين والكاميرات ستجدني كما الراديو،لا يتوقف،لكني أُصاب بحوسة عندما أشتري خضار،أقف وأُخبر البائع بالكم،وهو يختار الكيف،وأخذه وأذهب.
كيف أصلا لطفلة أن تُنجب طفلة؟،ولكن هذه بالذات فكرة بداخلي لا أُخرجها،أعتقد أن أمي قد تُصاب بسكته اذا اخبرتها ذلك.
أنا لم أعرف بعد من أنا،وأحيانا لا أتحمل وجودي في الكون،فماذا عن ذلك الذي سيختارني قلبه؟،أشفق عليه من كم"العُقد والكلاكيع"التي يجب عليه التعامل معها.
فأحيانا أنا حتي لأ أعرف ماذا اُريد.
لكني أعرف أن لا أُريد أن أكون مثل الكمثرا تجلس في صالون بين والدها وعريس أتي لكي يُعاين بضاعته جيدا.
أكره هذا الوضع الذي أضطر للوجود فيه،وأكره نفسي لأني سمحت بهذا.
حتي أمي التي ربّتني علي أن الولاد كائنات فضائية لا تقربيهم،وأنه لا تسمحي لأحد أن يتحدث ولا أن يلمسك،ومن البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت،أمي التي خاصمتني شهر كاملا لأنها عرفت أني خرجت مع مجموعة من الأصدقاء بينهم ولاد،نفس هذه الأم تسألني ان كنت أحب أحد واذا ما كان سيتقدم أم لا؟!!كانها شخصية مختلفة،كيف تُربيني علي شيء وتنتظري شيء أخر؟
ها أنا مثل الرجال،لأ اسمح لأحد أن يقترب،ولا أسمح لأنوثتي أن تظهر،وأكتم مشاعري جيدا حتي لا تُري.
لكنه للأسف ليس بجيد بالنسبة لماما ولا ليّ.
اذا ما كنت أنا أذوب بين جلدي من أجل أن أحب هذا الشخص الذي وجده الله لي،والذي أتخيل حياتي مع من أُحب،وأن تكون حياتنا حياه مُختلفة كما هي حياتي،بأن يكون استجابة لفرج الله لي،لكني بين جدراني التي بنيتها وبين ضغط لكي أقبل بأي عريس،أخاف وأعود أدراجي.
كنت أسير في خطوات تقدميه،لكي أُحب نفسي،لكي أكون أنا كاملة،لكي لأ اعيش فقط من أجله،بل أعيش من أجلي،أنا أبني أحلام وأعمل من أجلها،وفجأه أصبحت في موقف أني مُطالبة بأن أترك كل هذا "الهراء"وأرتضي الأمر الواقع.
وهل هذا يقع عليّ فقط؟.
وعلي كل حال،أي زواج هذا في بلد تقتلنا بطيء،وأي زواج أو حب هذا وأنا متوقعة رصاصة أو اعتقال في اي وقت.
بلدنا يا صديقي لا تتدعو للحياة،فأي حُب هذا؟
حُب في زمن الموت؟،هل أستجيب لهذا الضغط وأضع نفسي تحت طائله"لعله"،لعله سيكون جيد،لعله زوج صالح،لعله يًحب ما أحبه.
أم أن أتمسك بنفسي ورأيي،وأنتظره.
أم أني سأدفع الثمن؟،وأأتي بعد سنوات أنصح أختي الصغري،لأ تفعلي فعلتي؟
أنا في حيرة ولا أعرف حتي كيف أُفكر؟
تخيل أنه وصلت بي الحالة من اليأس،أن أطلب من أحد من أصدقائي أن يتقدم لخطبتي،صوريا حتي تهدأ والدتي قليلا؟
لقد جننت فوق جنناني مرتين.

Comments

Popular posts from this blog

monoprint 3

بلورة

السنه الجديده