علشان مننساش

ابدأ منين؟؟
انا هبدأ من عشر سنين فاتت.....لما بابا قعدنى فى جلسة عمرى ما هنساها
علشان يكلمنى......قالى ...هيجى يوم الانسان الكويس هو اللى هيظهر.....وهو اللى هيقود التغيير والحياه الجديدة
.....مكنتش مصدقة...لما كنت بسمع وبشوف وبعيش ان اللى بيمشى فى الحياه دى.....هو اللى بيعرف يمشى حاله..ويتشطر
.....وبعدها بخمس سنوات ...عرفت كفاية....توسلت اللى والدى لكى اشارك...
لكنه لم يسمح لى ابدا
....ولكنى لم استطع....فكنت اتهرب من الكلية ايام لكى اشارك فى مظاهرة هنا...وقفه هنالك
....ولكنى لم اتوقف عن متابعة كل شىء فى مصر
علمنى والدى ان اقرأ واقرأ واقرأ
لكى اتعلم واكون رأيى
وعندما بدأت اضيق بالمتابعة ....فقط...وتمنيت ان اشارك...لكن والدى بهدوء شديد...تكلم وقال ...سيأتى الوقت الذى تتمناه مصر
ويتكون القائد....عندها نتبعه كلنا ...وعندها سننزل سويا
.....وهنا.......ومن متابعتى...لما يعمله...جروب كلنا خالد سعيد..
وجاءت ثورة 25 وكان ....الشعب هو القائد
....وكان يوم 25 يناير...انا على النت وتأتى ارقام مستحيلة ...خمس الاف هناك....عشرة هناك
لا اصدق....وعندما جاءت اول صورة .....علمت ان الحلم فى بدايه تحقيقة
......وعندما رأيت ما فعلته الشرطة فى منتصف الليل
.....اخذت قرارى ...النزول يوم الجمعة...وحتى هذا الوقت والدى لم يكن ليوافق
.........واتفقت مع اصدقائى ان ننزل سويا...وفى بداية اليوم لا وجود للاتصالات اوو النت
ولذلك ذهبت اللى منزل صديقتى ...وخذلتنى
....ولكنها اعطتنى نمرة ل د فى كليتها..لكى اتصل به ان كنت فى مشكله...د احمد بسيونى
......نزلت ولا اعلم اين ساذهب..ولا مع من سامشى لكنى توكلت على الله
ركبت المترو وذهبت اللى مسجد الفتح فى رمسيس......وهالنى عدد الناس الموجودة...كما هالنى عدد الشرطة واستعدادهم
....عندها علمت اننى فى واقع وليس بحلم
صليت بجسد يرتجف....وبمجرد ان قال الامام السلام عليكم
كانت الهتافات تدوى....الله اكبر....الله اكبر.....ثم الشعب يريد اسقاط النظام
.......لم استطع ان انطق لبعض الوقت.....صورت لكى اوثق ذلك فى حياتى
...ثم جاء وقت الغازات.....نم كنت مجهزة بكوفيه...وخل وبصل وكوكاكولا ....وكل شىء
لكن لا شىء هيأنى لما حدث
عندما بدأت عينى فى ان تحرق...ولا استطيع ان ارى ....وانفى...لا استطيع ان اتنفس
.....عرفت اننى فى الحرب...حرب حريه الشعب المصرى
رأيت الولد الصغير.... الذى يساعده والده....على ازاله اثار الغازات
وعندها اصبحت مصدومة ....وتأكدت اننى فى الواقع...واصبح تائهه بلا صديق
عندها رأيت بنات يسيروا معا....ذهبت وقلتلهم ..ممكن امشى معاكوا
طبعا....وفى وسط ما الدخان بينضرب .....رأيت عيون مصر فى فتاه ترى كل المستقبل وهى تقاتل من اجله.....
احتضنتنى......وذهبنا معا
تركنا رمسيس ومشينا فى شارع متجه اللى العتبه...وكانت الاعداد لا تصدق...وكله بيقول ...انزل انزل ...
ثم رأينا عساكر الامن المركزى.....تنتظرنا.....وبدأالضرب مجددا......وهنا عرفت الشباب اللى كنت بسمع عنه
جمعوا البنات ....معا ...وادخلونا فى عمارة ...ودخلنا عند ترزى ...راجل كريم..استقبلنا ...وكنا نشاهد من الشباك...ما لا يصدق..
ثم وعندما هدأت الامور ....نزلنا واخذناها فى الحوارى ....وكنا خمس بنات ..ومعانا ولد واحد
اتجهنا اللى العتبة عند ش عبد العزيز
.....وكنا نتناقش...وهنعمل ايه؟؟هنوصل التحرير ازاى
..هنا رأيت بركان ينفجر.....من كل حارة ...ومن كل زقاق فيكى ياعتبه......يخرج الناس ...بعد ان تجمعوا امام شاشة الجزيرة ...وقرروا ...ان يذهبوا
...........خرج الناس ...وكلهم بيقولوا ...واحد اتنين الشعب المصرى فين...؟
تجمع الناس .....وكانت مسيرة ...ومظاهرة ...جعلتنى ابكى ...اللحظة اللى اتمنتها حياتى كلها ....شفتها
...شفت مصر تنتفض ......شفت مصر اللى بتنتزع حريتها
.......وسال الفيضان المتجه اللى التحرير ..الا اننا نعلم انهم لن يسمحوا لنا
....وهنا ضربوا علينا....ما ضربوه...ورأيت ما رأيت من الاصابات
.....ثم ذهبنا اللى ميدان طلعت حرب
...كانت المسيرة طويلة جدا....اشترينا مياه نشربنها.....ورأينا شوارع فارغة ...ونحن نخطط كيف نصل للتحرير
عندها وجدنا عدد كبير عند طلعت حرب وبقينا نهتف لمدة تزيد عن نص ساعة تقريبا......وهنا كان الغدر الحقيقى ....ضربوا ...الغازات ....وضربوا المطاطى ...
ورأيت بعينى انهم كانوا يستهدفوا ..قادة المظاهرة ....ورأيت ايضا انهم كانوا بيقبضوا عليهم وتأتى الاسعاف لتأخذهم
لم اصدق عينى.....الاسعاف......عربه الاسعاف ....يستخدموها للقبض على الناس.....
ورأيت العساكر وهما بيضربوا الشباب بالطوب ...والعصيان
عندها.....وبكل الارهاق اللى فى الدنيا ...ذهبنا نرتاح قليلا
...وجدنا الناس اللى بتبعت اكل وميه وكراسى علشان نرتاح
عرفت ان مش كل واحد مش بيتظاهر معانا....ضدنا
بالعكس...هو مؤيد بس بطريقته
وهنا رأينا العجاب .....الشرطة تنسحب......!!!!!!!!!!!!!!
وذهبنا لمحل....نترجاه ان افتح الجزيرة.......قرأت الجيش المصرى ينزل الشارع....
بكيت كما لم ابكى من قبل....شعرت اننا انتصرنا.....وهنا رأيتها
نار مشتعله فى بوكس....شرطة ......لم اعرف ماذا افعل.....
كان نهاية اليوم...بان اركب تاكسى واقوله ودينى فى اى حته....ذهبت لخالتى الساكنة قرب قصر القبه.....وهناك وحتى بعد الساعة 3 بليل ....كان ضرب النار عند قسم الشرطة....الذى انتهى باكثر من 40 واحد ميت
...........بقى ان اقول....ان د احمد بسيونى الذى اخذت نمرته لكى اتصل به....وصلنى خبر وفاته بعدها بأيام
.......اعلم ان لله حكمته....فى ان يكون هو من سألجأ اليه ان حدث شىء.......
عندما علمت انه توفى ...وهو د التربيه الفنية ...الذى يعلم ...ويصنع فن عظيم......
رحماك ياربى....
لكنى اليوم وكل يوم...عندما نكسب شىء...اى شىء جديد....اعرف انه بسبب ان د بسيونى سال دمه علشانا...
هو ....وكل واحد مات ...
ماتوا لنحيا,.....
انا ادين بحياتى لهم....فلن اتخلى عن ثورتنا ابدا......

Comments

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3

السنه الجديده