ذكريات

اتفرجت على فيلم وثائقى على قناه البى بى سى عربى عن الثورة

كان رائع..............

وفجر ذكريات كتير جوايا....من يوم الغضب

دى بعضها

....................

وبعديين صوروا فى رمسيس....يوم الغضب...انا كنت هناك........ فعلا احلى يوم عشته فى حياتى

كنت فى رمسيس..... واول مرة فى حياتى انزل مظاهرة ...وكنت لوحدى ...مفيش حد رضى ينزل معايا.....وكل اللى فى دماغى .....انى اصور اصور اصور

وبعدها لما بدأ الضرب.......مكنتش مصدقه ان ده حقيقى

وشفت شهامه عمرى ما كنت متخيله انها موجودة فى الشباب المصرى.....كنت دايما بقول .....البلد دى مفيهاش راجل .......معلش بقى .....اثبتوا خطأى

يعنى ايه ولد عمره ما عرفنى فى حياته....يحمينى ....؟.....ويدخلنى فى وقت الضرب فى مدخل عمارة مع البنات علشان ميحصلناش حاجة

يعنى ايه ....يجى واحد عمره ماشافنى فى حياته ........... ويقولى امسكى فى ايد اخواتك ...... ونمشى احنا بنات مع بعض........واربع ولاد يحمونا

ويعنى ايه ...... ميرضاش يمشى فى مكان الا لما يطمن ان مفيش امن مركزى............... وان مفيش ضرب......ومش هامه حاجة

وبعديين لما نمشى فى شوارع العتبه الجدعه........والناس بتنزل من بيوتها....... كان جسمى بيقشعر.....مكنتش مصدقة ......

اول مرة فى حياتى اعيط فى الشارع جهارا نهارا............... مصر قامت......مصر قامت ...........مكنتش مستوعبه اللى بيحصل

وبعديين ..........لما كنا بنعدى من زخانيق العتبه...كانوا بيتريقوا علينا...وبعدها بدقايق .....طلعت وحوش لارض...من كل زقاق ومن كل حارة فيكى ياعتبه

وبعديين ...عارفيين يعنى ايه عتبه؟......يعنى جحافل من البشر...بتهتف...ياجمال ياخسيس قول لابوك مفيش توريث.....كنت حاسه انهم ممكن يحرروا القدس

ولما قالوا يالا على التحرير.......ساعتها قامت الساعه.........ومفيش رحمه....كانت قنابل..ورصاص...وبلى ....وامن مركزى متوحش......بس على مين؟

بعديين شباب الرويعى بالذات ....الف تحيه...استضافوا اكتر من 10 بنات ....فى محل ترزى ...وقعدوا ويضربوا الامن المركزى اللى مكانش عارف يدخل فى الحوارى فبيضرب من بعيد .....الجبان

......

ومكانش قدام ناس محبوسة ..وسامعه ضرب وحرب بره الباب.....اى مصدر غير الجزيرة ....الله يكرمها.....كنا بناخد الاخبار بلهفه..ومش مصدقيين .دى مصر

ولما حاولنا ننزل .... الشباب عملوا حولينا كردون علشان ضرب الامن ميجيش فينا...............كنت فى حلم

نفسى اعرف كل واحد منهم..واروح اتأسفله على انى عمرى ما عرفت انهم ممكن يعملوا كدة..ومش كدة...كنت بشتم فيهم كمان.ياكل شاب فى اليوم ده.انا اسفه

وبعديين حاولنا نوصل للتحرير بأى طريقه..... مشينا فى حوارى ...ودخلنا فى متاهه .....كان المهم ......نبعد عن الامن المركزى..... نبعد عنهم

وصلنا لميدان طلعت حرب......وكان فيه ناس كتير اوى....مين دول...جم منين؟......

ساعتها....ومن شارع جانبى .... انضربت قنبله غاز.....جت تحت رجلى بالظبط........مكانش فيه عقل انك تتصرف....رجلى اتجمدت .... اعمل ايه؟.

ولما حاولت انى اجرى منها....كان الغاز عمل مفعوله..كانت ايد هيا اللى انقذتنى .... كان شخص مجهول بالنسبه ليا.....بس كانت ايد حياه بالنسبه ليا

مكانش فيه وسط.....انت مش هتروح ..انهاردة...انت ياتنتصر.......ياهتموت هنا.......وانا كان شكلى هموت فيها

لكن كان واضح ان الشرطة عايزة تحصرنا فى مكان واحد......اكتفت بكام قنبله غاز.......وبعدها بدأت الاعداد تزيد.......وتزيد.....والارض بترتج..لما بيهنفوا ويضربوا برجليهم

ولما الاعداد زادت...وبدأ الهتاف...الشرطة مكانتش بتدخل....الا لوحاولت تقول يالا على التحرير.

وبعديين ..........احنا كنا فى طلعت حرب....كنا فعلا فى حرب....وفى الحرب ممنوع عنك الاتصالات .....كان فاضل لنا الجزيرة

عمرى ما انسى المشهد ده...راجل واقف فى الشارع ...وبينادى على شخص ساكن فى دور عالى ...يقوله ايه اللى بيحصل؟......

يدخل ويطلع يقوله...السويس بينتصروا على الشرطة .....فكله تحت....الله اكبر.....ويدخل ويطلع ...الاسكندرية فيها الشرطة تنسحب....كله ...الله اكير

ولما زادت الاعداد بشكل كبير...وبدأ...الناس تقول...على التحرير..على التحرير.......بدأت الحرب مجددا

كانت غاز مسيل للدموع....مش طبيعى ...لانه بيخليك عايز تهرش فى وشك لحد ما تجيب دم ........وكمان الرصاص المطاطى......لكن الاسوء.....هو التدافع

لاننا واحنا بنجرى ...فجأه وجدتنى امام عربيه ......ومكنتش عارفه اتصرف....وكل الناس اللى بتجرى دى...مش بتهزر..دول بيجروا من موت.....مش هيقفوا

لكن وخلافا لأى حاجه كنت متخيلها......وجدت شباب بيقولوا ...البنات ياناس...عدوهم.......لكن جت متأخرة شويه....لانى كنت خلاص اخدت الضربات....

والضربات دى....كانت فى كتفى بضهرى .عرفت ان فيه حاجه غلط...بس احنا كنا فى حرب.لازم تتحرك ومفيش حاجة اسمها ألم .وبالذات لما يكون جنبك ناس ماتت

لكن ... فى اللحظة دى...انا تهت من اصدقاء الثورة .... وساعتها.... كان اسوأ احساس.......كانوا ذى ظهر بتكىء عليه.....دلوقتى اعمل ايه؟

لكنى وجدتهم...كانوا بيساعدوا الناس ...بالبصل وبالخل.......عرفت ساعتها اننا هننتصر

بعدها...شفت الويل...كان ضرب عنيف بلا مبرر...وكانت الشرطة ... بتقبض على الشباب....وتحطهم فى عربية الاسعاف.........يعنى ايه؟..الاسعاف ياكفرة

وهنا...كان كل اللى حواليا ...بيبصولونا....اوعوا تمشوا....هننتصر...احنا صح.....وهنا جائت الامدادات....ميه وسندوتشات من الناش

مكنتش مصدقة يعنى ايه صاحب محل...يفتح المحل...ويطلع كل الاكل للناس.......هوا شاف فيهم الأمل

وكنت فعلا جعانه.....لكن كانت الاحذاث اسرع من انك تاكل.... كانت امامنا الجزيرة ..وكان الخبر.....الجيش هينزل

نعم؟....مين.؟جيش مين اللى ينزل؟..... لكن فعلا شفت الشرطة بتركب عربياتها.......وتمشى .......كنت حاسه انى بحلم ......عليا النعمه كنت بحلم

لكن انسحاب الشرطة...مكانش سهل زى ما كنت متوقعه.. بدأ فجأه حريقه......فى بوكس شرطة....عرفت ان هنا وخلاص...لازم اروح.......بس مين ده اللى يروح

وشفت ساعتها....ملاك...لكن كان لونه اسود...تاكسى....وقفه محمد..... الراجل...اللى ربنا يبارك فيه...اللى عمره ما عرفنى لكنه دافع عنى كأنى اخته

لما وصلت كوبرى القبه ... كانت الامور هادئه...اللى حد ما.....ثم سمعت خطاب الرئيس المخلوع .....وعمرى فى حياتى ما شتمت الشتايم دى.....

حرق دمى الله يحرق دمه....وميموتش...يفضل عايش بحق ده يوم عشته .........وساعتها عرفت ان الثورة مش بس هتستمر........ لأ....دى هتشعلل فى وشه

وبعديين بدأ.....ضرب النار...خالتى ساكنه قريب من القسم...والشباب كانوا جنب القسم ....لكن ضربوا نار بغباء..سقط اكتر من

واللى ضحكنى جدا....ان عمتى اللى عايشة فى امريكا اتصلت بيا هناك....وقعدت تقولى ليه كدة يابنتى ...ربنا يهديكى...وحرام عليكى بقى وكدة

لكن اليوم ده مرضيش يخلص....فضلت صاحيه لحد الساعه 4 بليل.....لكن هنا كانت بدأت تأثير الضربه اللى اخدتها..تظهر

كان الألم مش طبيعى......وبعديين خطاب مبارك ده حرق دمى بطريقة مش طبيعيه......كنت حاسه ان هيجرالى حاجة

المهم اننا نفتكر اننا انهاردة واحنا بنحاكم مبارك
الشهداء اللى ضحوا بحياتهم علشان نقدر نعيش
ونشم الحرية
..............
الله يرحم كل شهيد ...
ويصبر اهل كل شهيد
يارب