11-11


صديقي،ساعه وبضع وتعلن الساعه الثانية عشر منتصف الليل،يوم عادي،لكنه وعلي بطاقتي الشخصيه يُذكرني بميعاد قدومي للدنيا.
سأُتم الخامسة والعشرون،أشعر بالعجز،وان لم يكن بدايات للخرف.

أشعر بأني أمضيت أكثر من خمسون عاما علي وجه الأرض،هذا ليس حقيقي.
مع اني أشعر بأني ما زلت معك،كما كُنا،كم كان عمرنا؟،اول مره دخلت غرفتي ابكي،ولم أجد غيرك لأبث له حُزني

كُنا أتممنا العاشرة؟،تقريبا.
ما زلت بنت العاشرة يا صديقي،ما زلت أتألم للقطة علي سلم منزلنا صباحا،وهي ما زالت بين الصحوة والنوم،وأخاف أن أُضايقها.
أعرف أنك لا تُحب القطط،لكن يجب عليك أن تتجاوز خوفك هذا.

تعرف،مازلت نفس الطفله التي تضحك بصوت عالي،عندما ترى الأطفال يلهوا في جنينه مُربعنا السكني،ومازلت الطفله التي تضحك مع أخواتها،تذكر طبعا.

ما زلت أتمني لهذه الطفله ان تعيش،لكن كيف لها أن تعيش،وهي مؤمنه أن الخير ينتصر؟،وأن البشر مازالوا محتفظين بجمالهم الروحي؟.
تعرف،لا أشعر فقط بأني طفله،بل ما زلت أشعر بأني ذرة صغيره في كون الله الكبير،أحيانا أنظر الي السماء،وتبقي عيني مُعلقة عليها،حتي أشعر بأني قليله،قليله جدا،أكاد أكون غير مرئيه.


مر عام أخر عليّ،وأنا غير مرئية،لم أفعل الا ان أُقاوم الحياه،أقاوم تغيراتها وبطشها بنا.
العام الماضي لم تكن معي،مثلما لم يكن معي أحد،يبدو أني منذ أن فقدتك-مرتين-لا أنجح في شيء الا ابعاد الناس من حولي.
العام الماضي،تعرفت علي بشر مختلفين جدا،من بلاد مختلفه،توسعت مدارجي،وخسرت أصدقاء،خسرتهم بالموت أو خسرتهم بالموت النفسي.
اشتركت في ورشه للتصوير،وأشتريت كاميرا جديده،يبدو عام ناجح،لكن حالتي النفسيه لم تكن الأفضل.
تتذكر الأيام المُقدسه؟في الكلية؟،كنت تحضر معي بعض الأيام.
ماذا أنا فاعله في الحياه يا صديقي؟،غدا سأبدأ عام جديد،أقرب للموت ولنهايتي.
ماذا أضفت لدورة الحياه؟وماذا سيكون أثري في الحياه بعد أن أتركها؟
لا ابدو متشائمه؟ألستُ كذلك؟.


لكن غدا،سأترك كله وراء ظهري،وسأكل أيس كريم،مره لي،ومره لك.
أعرف أنك تُحبه،تتذكر عندما عنّفتني أمي؟ لأني سمحت لك بتذوقه؟.
غدا سأبدأ بخطه جديده،سأجتهد أكثر،سأعمل أكثر.
سأبحث عن نفسي أكثر.
وستبقي معي هذه المرة.
ويبقي يومي المميز 11-11،غدا.
كل سنه وأنا روح مُقاومة 

Comments

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3

فينيسيا