عيد ميلاد

 عزيزي،بالأمس كنت سعيدة،يبدو حقا ان السعادة قرار.
بدأت يوم عيد ميلادي قبل أن يبدأ اليوم،تعرف اني أُكن كثير من البغض تجاه الفيس بوك،وتجاه هذا الفضاء الألكتروني المُجرد من المشاعر.
ولكن مع دقات الساعه الثانية عشر منتصف الليل،بدأت كثيير من الأصدقاء،يتمنون لي الأُمنيات الطبيه،واحده تلو الأخري،وكنت أرد عليهم بالشًكر.
وعلي صعيد أخر،كان هناك ملحمه لغوية،مكُونه من 25 اسم،ل 25 سنة،أسماء لو كان لي من نصيبها النصف،لكُنت ملكه مًتوجة،لكني لستً كذلك.
لكن من دون الأسماء كلها،كان هُناك هذا الاسم،تعرفني،هناك أشياء تُناديني،وأشياء تدخل قلبي،وتأبي الخروج،وكلها من نظرة واحدة.
خريدة. هذا هو الاسم،وخريدة معناها لؤلؤة لم تنتظم في عقد،ومعناها الفتاة العذراء.
بحثت عن معناها وقرأتة وحبيّت الأسم أكثر من ذي قبل.
هل نمت مُتأخره؟،طبعا مثل كل يوم،لكني استيقظت مُتشوقة،فاليوم أنا جميلة،ولطيفة،اليوم أنا ناجحة وممتازة.
وغدا نبدأ جلد الذات من جديد.
ركبنا المترو أنا ووالدي،تمني لي سنة سعيدة،وسألني "كم أتممتي؟"،وكنت أقصدها مُزاحا،عندما أخبرته انني اشعر بالعجز،فأخذها محمل الجد،وقال لي،والدي الذي يبلُغ من العمر الخمسة وخمسين من السنين،أن" اياكي ان تقولي هذا،العمر مليء بالتجارب،والحياه لا تنتهي،واياكي ان تشعري بالعجز،العمر ما هو الا رقم"،كنت أقصدها مزاحا فعلا.
وكعادتي،أترجل من الميكروباص قبل مكان المكتب بقليل،ذهبت لبائع الورد،أخترت وردات ،منها الأبيض والأحمر،استنشقت عطرهم،وحمدت الله،أن ما زال الورد كما هو.
دفعت ثمنهم القليل،ودخلت برائحتهم النفاذة للمكتب،أخترت أكثرهم شبها بي،مُعقدة ومُتشابكه،لكن لها شكل خارجي جميل،و قّبلتها،وكانت وردتي في هذا اليوم،لا اتحرك الا بها،ولا أتكلم الا وهي معي.
بدأ زملائي و عائلتي الكبيرة في المكتب بالتمنيات اللطيفة،وبدأ التمرين علي أغنيه عيد الميلاد،وترأس الأوركسترا الستاذة راندا شعث،مامتي وحبيبتي،لم تتعرف عليها،لكني أثق بأنك ستحبها مثلي،وان كان أكثر.
بدأت بسماع الأغنيه،أغنيه لمحمد فوزي،تذكره،كنت تسمعه في صغرك،له أغاني تُحبها.
وبالأغنية مقاطع تبدو أبرالية،فاستغلتها ا رندا،وأوقفت الولاد صفا واحدا،والبنات صفا،وقادت الفريق،وبحركه يديها تنطلع الحناجر.
تعرف،لم أجد تعببير يصف شعوري.
عندما تشعر بأن كل هذا من أجلك،كل هؤلاء الذي يغنون احتفالا،الذين بذلوا مجهود،ابتاعوا تورته جميله،زينوها بالشموع،ووقفوا يغنوا ويضحكوا من أجلك.
فلك الحمد ربي علي نعمك الكثيره.
تعرف أن لي طقوسي في عيد ميلادي،بدأتها بالورد،وحان وقت التمشيه،أحب التمشيه كما تعلم.
جاء معي ندي ولبني،أصدقائي،وتمشيناها حتي الزمالك،أحمل وردتي في يدي،ومحبه عميقه في قلبي.
وصلنا الزمالك،وتوجهنا لهدفنا،محل الأيس كريم،أكلت  نكهه جديدة،وكان هذا طقس أخر،تجربة جديدة،أكلت أيس كريم بالرُمان،يبدو ان له مستقبل معي.
ثم توجهنا لافتتاح معرض تصوير فوتغرافي بالساقيه،ووجدت هناك الكثير من أصدقاء الكليه وأصدقاء العمل،وكلهم تمنوا لي سنه جديدة سعيدة.
كلمني في الهاتف الكثير من الأصدقاء،ومنهم من باعدت بيننا الدنيا،ولكنهم تذكروني،أشعر شعور عميق بالنعمة.
نعمة ربنا الكبيرة،بوجود أصدقاء وناس يتمنون لك الخير من قلبوهم المليئه بالحب.
يومها،عندما وضعت رأسي علي السرير مُرهقه من يوم طويل،أغمضت عيني لثواني.
وقولت"اللهم لك الحمد،حمدا كثيرا طيبا مُبارك فيه،مليء السماوات والأرض ومليء ما بينهما".لك الحمد يارب.
أتممتها الخامسة والعشرون أمس.


Comments

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3

السنه الجديده