صديقي،هجرتك وشعور الندم لا يُفارقني.
كنت أعز صديق لي لسنوات،وتركتك من سنين،كنت حضن لي،أشتكي قسوه الزملاء،و عدم فهمي،وضياع حالي،وكنت تسمتع بابتسامه دائما.
صديقي،كنت سند لي،وتركتك،وحتي عندما حاولت استبدالك،فشلت.
صديقي،كنت أخي الصغير،كنت تُشتم في غيابك،لأن والدتي تراك خطر عليّ.
هي لا تعرفك كما أعرفك،هي لا تراك.
أنت تعيش بداخلي.
اليوم غفلت وأنا قادمه للبيت،بالمترو كالعاده،تذكرتك وان كنت لم انساك ابدا.
أعلم اني صديقه غير مُخلصه،وأعلم أنك ما زلت محتفظ بابتسامتك وأنك ستقبلني كما دائماما تفعل.
تذكرتك لأني اريد أن احكي لك،أن تعرف ما شغلني ووضع الستار الأسود بيني وبينك.
لا اُخفيك سرا،فأنا لستُ صديقتك التي تعرفها،ليس بعد الأن.
صديقي،لقد أصبح الأستيقاظ من النوم انجاز،وأصبحت أحلامي كوابيس بشعه،وان كنت اُحب ان اهرب من واقعي لها.
مثل اليوم،أستيقظت علي كابوس مُشوه،أتذكره ويوجعني،حتي اني فعلت بنصيحه صديق لا تعرفه،نفضت سريري وسميت الله .
لكن يبدو أن الامر اكبر من ذلك.استيقظت ولم أجد أبي،كما هي العاده،فنحن رفقاء طريق لما يزيد عن سنتين الأن..
نركب المترو معا،ونفترق قبل محطه السادات،اه،معذره ،انت لا تلحق بالأحداث.
محطه السادات مُغلقه لما يزيد عن شهرين الأن،بلا سبب مُعلن ،غير أن حكومتنا الرائعه تخشي من التظاهرات ان تحتل التحرير.
ولا تسأل،فقد حدث الكثير،فلنبق في موضوعنا.
نزلت وحدي،وركبت المترو،واليوم اجازه رسميه،لكن ليس لمن هو مثلي،جاء خبر أن حركه 6 ابريل تنظم وقفه امام مجلس الدوله،ضد قانون الارهاب الجديد،انت لم تعلم يا صديقي،ان بلدنا الان تُحارب الارهاب المتوحش.
وصلت في الميعاد ولم يكن هناك مخلوق،كان معي صديقتي هدير،مصوره.
أمضينا اكثر بقليل من نصف الساعه،وكانت أغلبها مليئه بكلمات غاضبه من جهتي،فأنا غاضبه،عوضا علي اني مكتئبه.
وبعد قليل سمعنا أصوات قادمه من شارع جانبي،فقمنا نستطلع،هل هذه هي الوقفه؟
وجدنا شباب وبنات يندفعن ناحيتنا،ولم تري عيني غير ألوان كثيره،بالونات،و باروكه شعر ألوانها فاقعه.
من هؤلاء؟
فكما تري يا صديقي،أنه لكي تتحدث بمنطقيه مع مختل عقليا يجب عليك أن تجد طريقه مجنونه.
هم يقولون عليهم انهم ارهابين،قدموا بألعابهم،وملابس أقر للمهرجين منها للارهابيين،وكانوا يهتفوا"أنا ارهاب،لالالاالا"بأصوات طفوليه.
لم تٌخرج مني غير الضحك،الضحك بصوت عالي،حتي اني لم انتبه جيدا للتصوير،كنت أضحك لنفسي،وأضحك منهم،وأضحك علي حالي وحال وطني.
كنت أضحك حتي تدمع عيناي،شاركتهم البهجه التي ابتدعوها في الشارع،وكانوا يُجيبوا علي كل العربات المُتسائله،من انتم؟ بانهم ارهابين.
وحتي عندما قرروا التحرك،وكان هناك قائد جيش مع جنوده،لماتمالك نفسي وأنطلقت بالضحك من رد فعله،وأكاد اُجزم انه لو كان يعلم  من هم،فانه كان سيُفكر مرتين قبل أن يقبل البالونه الزرقاء من الشاب المبتسم البرىء هذا.
انتهت المسيره والوقفه،ولم ينتهي صدي ضحكاتي في اذني.
وأصبح الأن معي صور لأرشيف التاريخ،وقفه أمام مجلس الدوله،رمز القضاء الشامخ،بالبالونات.
وعندما عُدت للمكتب،وأخبرتهم بمغامره الوقفه،فاجئتني لبني-صديقتي بالمكتب-بحلق علي شكل فراشة كهديتها لي من رحله ألمانيا.
بالرغن من تُقله علي يدي،فقد لبسته في أذني.
أعرف أنك لا تعرف تفاصيل كثرة مما جعلته يفُوتك،لكني ساُحاول أن أٌعوض ما فاتك بقدر استطاعتي،علي أمل أن تُسامحني يوما ما.
دُمت جميلا يا صديقي.

Comments

Popular posts from this blog

monoprint 3

بلورة

اله الزمن