محطه مصر

اليوم كان إستئناف حركه القطارات،او تجربه كما يقولون،كان سيصل القاهره 3قطارات،من الاسكندريه وبالعكس،وكان هذا دوري تصوير عوده الحياه للمحطه المُغلقه منذ اكتر من شهر،وأنا في طريقي تذكرت آخر مره دخلتها،كنت قد أخذت تصريح بالقول بأن أدخل وأصور المحطه وهي مُغلقه،فكانت صوري كلها مُغلفه بالتراب،والسكون.هذا المكان الذي لا توقف لحظه عن الحراك،كان ميتاً، اذهب اليوم لاُصور عوده الحياه.
وصلت حوالي الساعه العاشره والنصف،عندما سألت عرفت أن القطارات القادمه من الاسكندريه،قد وصلت بالفعل،وضاعت مني الصوره،فبقي عليّ الاجتهاد والبحث عن صوره.
بعدها بساعه بدأت اعراض الجنون تظهر عليّ، وبدأ الناس يتعودون علي وجودي،فقد لفتت مرات علي الارصفه،بحثاً عن صوره،عن أي ما يمكن ان يُعطي معلومه عوده الحياه،وطول الوقت كنت اُحضر نفسي لللوم عندما اعود للجريده.
وفي لحظه،كان يقف رجل كبير في السن،يبدو عليه انعدام صلته بالواقع،يقف بعصاه الكبيرة،يستند علي حياه،ويُمسك موبايل بيديه،ويبدو انه لا يري شيء منه،وقطع تأمُلي،صوت عنيف يأتي من خلفي " انتي مين؟ وبتصوري ايه؟ " كنت اعلم ان الهدوء افضل رد في هذه الا حوال ،فاخبرته بسهوله،انا مصوره، فكان دوري، للسؤال، "ليه" والحقيقه ان الإجابه لم تختلف كثيرا عن الصوت العنيف " لان الواحد لازم ياخد باله من الإرهابيين الجواسيس،الي بيمشوا بكاميرا وبيصوروا اي حاجه " لم أتمالك نفسي من الإبتسام،وبعد أن بعد عن ناظري.
تذكرت قصص خياليه كان يحكيها لي أبي،عن الشعب الذي أصبح مُخبر علي نفسه، وأضحي الاب مُخبر عن ابنه،والإبن عن أبيه.
قولت لنفسي،إنتهي دوري هنا،ويبقي صوره من فوق كوبري اكتوبر،لشكل المحطه من الخارج.
وكنت في طريق خروجي،وأمام البوابات الإلكترونيه،وقبل التفتيش،الذي يبدو المسؤلون عنه،كلهم 
مُستنسخين،فضخامه الجسم،والنظرات المُتشككه،والتجهم صفه مشتركه مع الجميع، وجاء هذا الشاب النحيف،كان يحمل علي ضهره شنطه تبدو 3 أضعاف وزنه ان لم يكن اكثر، لكن شكله لم يعجب رجال "الجيمس بوند" وكانت ربته عل كتفه،ثم نظره مُريبه للشنطه،وبعدها سحبه من يده النحيفه،لغرفه مُغلقه،مكتوب علي ظاهرها " أمن المحطه"،قاومت الرغبه الشديده بأن أدخل في إثره،وان اري ماذا حدث له،وكيف ستكون المعامله،لكني تخلفت،وذهبت حتي اعلي كوبري اكتوبر،حيث تبدو المحطه بمنظور اوسع،وعادت الحركه لأُناس ذاهبين وقادمين.
ولكن استغراقي في التصوير منعني من رؤيه الجسم الضخم الذي يقترب،و صدم أذني طلب " كلمي الباشا" وكان المُتكلم عسكري مرور، و " الباشا" كان ظابط شرطه يجلس في الظلام فوق الكوبري،وذهبت،بإبتسامه، فسألني عن التصريح،تصريح لكي أُصور مبني،حكومي .
بنفس الإبتسامه واجابه بلهاء، معايا البطاقه،وقد كنت في الداخل أُصور واخبرته باسم عميد،ثم عقيد،عله يعرف ان هناك من هم اكبر منه،ويعرفوا بعملي، وكنت اشعر بالسوء من نفسي،هل وصلت للمرحله التي يجب عليّ ان استخدم الاسماء المبُبهره لكي أمر في الحياه؟.
لكنه لم يُمهل تساؤلاتي،فسألني" وخلصتي تصوير؟" ، فأجبت بالرفض، فقال بلهجه فظه للغايه "طيب اتفضلي" .
تركته،وإلتقطت صوره اخري للمحطه،ثم آثرت السلامه و رجعت للمكتب.
يبدو ان المحافظه علي هدوئك الداخلي أصعب كثير في كل يوم.

Comments

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3

السنه الجديده