فينيسيا

كان عندنا مشروع رسم ..فى حديقه الازهر
قعدنا نرسم هناك اكتر من شهر
..ونظرا لانى شخص مجتهد
.كنت بنزل كل يوم ...اركب المترو لحد العتبه ...اتمشى لحد الجنينه
..ودى كانت مسافه طويله
او كاستثناء ..باركب العربية البيجو.
كنتى فين يا مدونة ساعه لما الحياه كانت كل يوم مغامرة ؟
المهم
.كنت بنزل لابسه جيبه سوده متعوده دايما على البهدله
.واى قميص عسول .لازم يكون متعود هو كمان على البهدله
ومعايا شنطة ضهر علشان البالته .والالوان
وشنطة على كتفى فيها المحفظة والموبايل . والوان برضه ..بس مكانش ينفع تترمى مع الرعاع ا
فى شنطة الضهر
.وفى ايدى استاند "ومن لا يعرف الاستاند ..هو الشىء اللى بيقف على حيله علشان تحط عليه اللوحة وانت بترسم وده لما بتكون خارج اطار الغرف المغلقه
:) و والله المفتوحة كمان "
والايد التانيه بتبقى اللوحة...ودى كانت فى ايام قليله ..لأنى فى الغالب بعتمد على طيبه قلب الشعب المصرى
وبحط اللوحات عندهم ..فى اى مكان برسم فيه بتلاقى حد قلبه يحن على شكلك المرهق فى العام ودائما
ويسمحلك انك تسيب اللوحة عنده
:)
. وانا بقى ايه ؟ كنت تلميذه مجتهده
كنت بنزل كل يوم كل يوم ..وايه الصحيان الصبح ..واقعد لحد 5 و6
...وكان بنسبه 65%من الدفعه
يااما بتصور ..وترسم فى بيتها
يا اما بتيجى تهرج ...ومش ترسم
.وكنت برسم فوق المطلوب ...يعنى دايما الدكتور يقول لوحتيين
ارسم انا 4 واحيانا 6
واسكتشات بقى ..هنا..وسرور
.
اليوم ده بقى
كان حالى زى ما قلتلكوا ...
نفس الجيبه السوده ...وقميص لونه بمبى ...واسع وفيه بقعه لون لونها اخضر .. على كتفى مكان الشنطة بالذات
و كنت بمزاج عالى ..اسمع منير ... لم اكن اعرف وقتها غيره
كنت مخلصه 3 لوحات من اصل 6 عايزة اخلصهم
من اصل 2 الدكتور طالبهم
.. وخرجت من محطه العتبه
لاجد المشهد ده
سائحه اجنبيه متوقفه عند السور ...بيتحاول تلاقى حاجة فى شنطتها
وفى ولد بيبع مناديل ..بيحاول بأى شكل انه يطلع منها بفلوس
.احنا متعوديين ...لكن نظرة الرعب الملتاعه على وشها لفتت انتباهى جدا
بالذات انها جت مع سرعه حركة ايديها فى الشنطة علشان تلاقى اللى كانت عيزاه
... قولت هاعمل اللى عليا
رحت للولد ..قولتله طالما قالتلك مش عايزة يبقى مش عايزة
..ومشى
...لقتها استريحت ..ابتدت عنيا تاخد شوية تفاصيل
شكلها شخص كبير ...ممكن تكون عدت ال 40 سنة
.عنيها بلون البحر...واللون ده المفضل عندى ..لو كنت اتمنى اى حاجة فيا تتغير
فكان هيبقى ده
.
المهم ..قولتلها اى مساعده ؟... طلع اللى كانت عايزة تطلعه من الشنطة...خريطة
. وشاورت على الكوبرى الاخضر .اللى عند الحسين
..قولتها طبعا ..انا ممكن اوصلك...وقررت انى مش هامشى بالروتيين بتاع كل يوم ..وهاشوف اخر المغامرة دى ايه ؟
.الكلام ده كان يوم تلات ..فى شهر 10
سنة .2008
وفى الطريق انى اوديها لعربية البيجو . لقتها فضوليه .زياده عن الطبيعى
.لان اى سائح بيكون عايز يوصل لفرجه وخلاص
لقتها بتسألنى عن احوال البنات فى مصر ؟..وعن احلامنا ؟
وهل فعلا بيجبرونا اننا نلبس الحجاب ؟وبيجبرونا اننا نتجوز حد معين
يعنى جايه بنفس الافكار الى مأخوذه عننا غلط
بس هيا كانت زى اللى لقى مصدر للتصريح ...يعنى حد من جوه البلد
كان فى شغف فى عنيها انها تسمع خلانى اتكلم معاها
ويا سبحان الله يامؤمن لما ربك يحب يوفق حد فى حاجة
انا تعليم مدارس خاصه صحيح
لكن انى اتكلم انجليزى بطلاقه ..مش عندى
الانجليزى بتاعى زى معظم الناس
..
ومن العربية البيجيو... للكوبرى الاخضر ..ونزلت معاها ..قولتلها انا ممكن اكون مرشدك السياحى وافرجكك على حاجات حلوة ؟
ولما وافقت كنت مبسوطة اوى ..بالزات انى ابتديت احبها
وانا بابا من زمان مفهمنى ومربينى انهم ميختلفوش عننا فى حاجة ..وانهم فى الغالب هيكونوا بيحتقروكى ..
يعنى مش عندى عقده الخواجة ولله الحمد
... اخدنا شارع المعز تقريبا كله لحد جامع الحاكم بأمر الله
..وفى الطريق ميمنعش انى ادخلها مسجد ..مش موجود فى الاماكن السياحية المعتاده
.. وكنت مبسوطة اوى من ردود افاعالها..زى انها تقول ان المسجد بيتميز بهدوء نفسى
وان حتى الزخرفه اللى على الاعمده مميزة جدا
وانا قعدت اكلمها من ناحية فنيه عن حاجات كتير
ووقتها سألتنى عن احلامى ...اتكلمت كلام ...يا ابويا ...مش عارفه جبته منين
ولا كأنى كنت عارفه الست دى عمرى كله
:)
حتى انى دخلته الحوارى اللى ورا
اللى ورا بيت السحيمى ..الدرب الاصفر والحتت دى
انبساطها هو اللى كان بيشجعنى
المهم اننا عقبال ما وصلنا لمسجد الحاكم بأمر الله ..كان العصر اذن
واحنا كنا فى العتبه على 11 الصبح ولا حاجه
... دخلنا مسجد الحاكم ...وطبعا هو مميز جدا بالرغم من قله زائريه
.والحمام اللى بيفضل يدور فى المكان
كانت اول فرصه اننا نلتقط انفاسنا
.. وكانت اول مرة من بدايه اليوم نقعد كدهو
... صليت العصر ...وكانت هيا استريحت شوية ...طلعت حاجات من الشنطة بتاعتها
... ولما قعدت جنبها استريح انا كمان ...كانت مطلعه الكاميرا ....اتصورنا
وانا طلعت كاميرتى -كانت ديجيتال قبل ما اشترى الكانون -واتصورنا
ووقتها لما قلتلها انى اوصلها لحد الحسين تكمل اللى كانت عيزاه
...فكرت ..ما اجيبها حديقه الازهر ؟مكان حلو واكيد مكانتش هتروحه لوحدها
عرضت عليها ..وقولتلها انى اعرفها على اصحابى ..واقفت على طول
:) وخدناها للحديقه مشى
... كان تقريبا بقالنا بنمشى اكتر من 3 او 4 ساعات
...كانت اول مرة فى حياتى اقعد كل الوقت ده اتكلم انجليزى
ولما وصلنا الجنينه
.ودخلنا ... شافت لوحاتى اللى كنت عيناها مع حد فى الحديقه
...... و قالت انها بس محتاجة تشرب سيجارة..قولتلها مفيش مشاكل
. شاورت ليها على المكان اللى هاكون قاعده برسم فيه .
و قالت انها هتشرب السيجارة وتيجى على طول
.......

.
لكن كان قدرى .انى اكون لحظة عابرة فى حياه فينيسيا
.

و كان هدفى الوحيد ..انى اغير فكر حتى ولو واحد .عننا
كلمتها عن احلامنا .عن آمالنا .. عن واقعنا
عن حقيقه مخفيه فى شعب عظيم .
وكان تخيلى .ا ن الدايرة الصغيره ممكن توسع وتوسع
..
فضلت مده طويله مش بحكى لحد خالص عن اليوم ده
. كنت فخورة بنفسى - ودى حاجة نادرة جدا الحدوث- وكنت عايزة احتفظ بذكرى اليوم ده ليا لوحدى
ومحدش يشاركنى
.
لكن بعد اكتر من 10 شهور على اليوم ده
الصورة ضاعت
.

Comments

  1. الصورة ضاعت وتبقي ذكري وتدوينة حلوة وممكن رسمة صغيرة في لوحة انت مش فاكرها هتفكرك بيها

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

بلورة

monoprint 3